في صباح مشرق من شهر أبريل، اصطحب الحاج محمد أحفاده مريم وعلي ويوسف إلى مكتبة الطفل، احتفالًا باليوم العالمي لكتاب الطفل الذي يُحتفل به في 2 أبريل من كل عام.
عند دخولهم المكتبة، استقبلهم أخصائي مكتبات الأطفال بابتسامة دافئة قائلاً: “مرحبًا بكم في مكتبتنا! اليوم سنحتفل معًا بيوم كتاب الطفل، وسأرشدكم إلى عالم مليء بالقصص الممتعة.”
سأل يوسف بحماس: “لماذا يحتفل العالم بهذا اليوم يا أستاذ؟”
أجاب أخصائي المكتبات: “لأن القراءة هي نافذتنا إلى المعرفة والمغامرات، وهذا اليوم تم تحديده عام 1967 من قبل المجلس الدولي لكتب الأطفال (IBBY) ليصادف ذكرى ميلاد الكاتب الدنماركي الشهير هانز كريستيان أندرسن، الذي كتب قصصًا مشهورة مثل ‘البجعة البرية’ و’الأميرة وحبة البازلاء’.”
قالت مريم: “وأين يمكننا أن نجد هذه القصص؟”
أشار الأخصائي إلى رف مليء بالكتب قائلاً: “هنا لدينا مجموعة من أجمل كتب الأطفال من مختلف أنحاء العالم. وفي العالم العربي، لدينا مؤلفون رائعون مثل كامل كيلاني، الذي يُعرف بأنه رائد أدب الأطفال العربي، وعبد التواب يوسف الذي كتب مئات القصص الممتعة، ويعقوب الشاروني الذي قدم قصصًا رائعة مليئة بالحكمة والمغامرة.”
تجول الأطفال بين الأرفف، ووجد علي كتابًا بعنوان “السندباد البحري”، فالتفت إلى الأخصائي وسأله: “ما هذه القصة يا أستاذ؟”
ابتسم الأخصائي وقال: “إنها واحدة من أشهر الحكايات العربية، تحكي عن مغامرات السندباد في البحار البعيدة، حيث يواجه المخلوقات العجيبة ويعيش مغامرات شيقة. إنها قصة رائعة تنمي الخيال!”
بينما كانت مريم تتصفح أحد الكتب، قالت: “أنا أحب قصص كامل الكيلاني للأطفال، فهي مليئة بالتشويق!”
أومأ الأخصائي برأسه قائلاً: “رائع يا مريم!
جلس الجميع في ركن القراءة، وبدأ الأخصائي في قراءة قصة قصيرة لهم، بينما كانوا يستمعون بتركيز وانسجام. بعد انتهاء القصة، قال يوسف: “لقد استمتعت كثيرًا بهذه القصة!”
قال الأخصائي: “هناك أنواع كثيرة من قصص الأطفال، فهناك القصص الخيالية مثل قصص السندباد وعلي بابا، والقصص الواقعية التي تعلمنا عن الحياة مثل قصص عبد التواب يوسف، والقصص التعليمية التي تقدم لنا معلومات مفيدة بطريقة شيقة، بالإضافة إلى القصص التربوية التي تغرس القيم والأخلاق الحميدة.”
سأل علي: “وكيف نختار القصة المناسبة لنقرأها؟”
أجاب الأخصائي: “هذا سؤال مهم جدًا! عند اختيار قصة للقراءة، يجب أن تكون مناسبة لعمرك ومستوى فهمك، وأن تكون لغتها سهلة وممتعة، كما يجب أن تحتوي على قيمة أو درس مفيد. أيضًا، من الأفضل اختيار القصص التي تجذبك برسومها الجميلة وحبكتها المشوقة.”
ثم أضاف الأخصائي: “بالإضافة إلى المؤلفين، هناك أيضًا دور نشر متميزة تهتم بإصدار كتب الأطفال في العالم العربي، مثل دار الشروق في مصر، ودار الحدائق في لبنان، ودار الفكر في سوريا، ودار البراق في العراق، ودار العالم العربي في الإمارات. هذه الدور تقدم كتبًا رائعة تناسب جميع الفئات العمرية.”
بعد ذلك، قال الأخصائي: “والآن، دعوني أخبركم عن كيفية استخدام المكتبة!”
استمع الأطفال باهتمام بينما تابع: “عند دخول المكتبة، يجب أن نحافظ على الهدوء حتى لا نزعج الآخرين، كما يجب التعامل مع الكتب برفق وعدم تمزيق الصفحات أو الكتابة عليها. يمكنكم قراءة الكتب داخل المكتبة، أو استعارتها للقراءة في المنزل.”
سأل يوسف: “وما هي شروط استعارة القصص؟”
أجاب الأخصائي: “لكل طفل الحق في استعارة كتابين في المرة الواحدة، ولمدة أسبوعين. إذا لم يتمكن من إعادتهما في الوقت المحدد، يمكنه طلب تمديد المدة لأسبوع إضافي. لكن، إذا تأخر عن الموعد المحدد دون تمديد، فسيكون عليه دفع غرامة صغيرة أو الحرمان من الاستعارة لفترة مؤقتة. وفي حالة فقدان الكتاب، يجب استبداله بكتاب مماثل أو دفع ثمنه.”
قالت مريم: “وكيف يمكننا الاشتراك في المكتبة؟”
أجاب الأخصائي: “الاشتراك في المكتبة سهل جدًا! عليكم إحضار صورة شخصية، وملء استمارة بيانات تحتوي على الاسم والعمر والعنوان، مع موافقة ولي الأمر. بعد ذلك، سنصدر لكم بطاقة عضوية تمكنكم من استعارة الكتب والمشاركة في الفعاليات الثقافية والقرائية.”
فرح الأطفال بهذه المعلومات، وبدأوا في اختيار كتبهم المفضلة، ثم سأل علي: “هل تقدم المكتبة أنشطة أخرى غير القراءة؟”
ابتسم الأخصائي وقال: “بالطبع! مكتبة الطفل تقدم العديد من الأنشطة والخدمات المميزة، مثل ورش الرسم والتلوين، وسرد القصص التفاعلية، وعروض الأفلام التعليمية، والمسابقات الثقافية، ودورات تنمية المهارات مثل الكتابة الإبداعية. كما يوجد ركن مخصص للأنشطة اليدوية حيث يمكنكم صنع مجسمات ورسومات مرتبطة بالقصص التي تقرؤونها.”
قال يوسف بحماس: “يا لها من مكتبة رائعة! يجب أن نخبر أصدقائنا عنها حتى يأتوا ويستفيدوا من هذه الأنشطة!”
وأضافت مريم: “فكرة رائعة! يمكننا أيضًا أن نخبرهم عن اليوم العالمي لكتاب الطفل ونشجعهم على القراءة!”
ضحك الجد قائلاً: “وهذا هو الهدف من يوم كتاب الطفل، أن نشجع الأطفال على القراءة والاستمتاع بالمعرفة!”
ثم غادروا المكتبة وهم يحملون كتبهم بين أيديهم، متحمسين لاستكشاف عوالم جديدة داخل صفحاتها، ومتحمسين لنشر حب القراءة بين أصدقائهم.
قصة تم تأليفها بواسطة أحمد صالح عبد المنعم ابراهيم – بمساعدة الذكاء الاصطناعي