الكتب الحديثة للدكتورة سهير محفوظ

المكتبات العامة ومكتبات الأطفال: اتجاهات عالمية

الدكتورة سهير أحمد محفوظ

صادر عن المكتبة الأكاديمية ، 2018

يجمع هذا الكتاب بين دفتية خمسة فصول ، تعرض لأساس المكتبات في العالم ممثلاً في المكتبات العامة ومكتبات الأطفال ، فالمكتبة العامة هى مكتبة المجتمع كله بجميع أطيافه ، ومكتبة الأطفال هى التى تعد هذا المجتمع منذ البداية ؛ ليكون مجتماً قارئاً ؛ أي إن مكتبة الأطفال هى البوابه المؤدية إلى المكتبة العامة ، ومن المسلم به أن المجتمع القارئ هو المجتمع المتحضر المتمتع بالقوة والثروة ، هذه حقيقه كبرى لا مراء فيها نشهدها بأنفسنا في مجتمعات العالم الحالي ، وأيضاً في مجتمعات العالم القديم ، ذلك المجتمع القارئ الذي أعد منذ الطفولة المبكرة ليكون مجتما قارئا ، فعلى سبيل المثال تذهب أمينات المكتبات في الولايات المتحدة إلى الأمهات الوالدات حديثاً ومعهن الكتب المناسبة للطفل حديث الولادة ليكون الكتاب هو أهم ما يتعرف عليه ويحتضنه القادم الجديد إلى الحياة وتصبح القراءة عنصراً أساسياً في حياته لا يتخلى عنه مطلقاً . فتتحقق للأمة الحضارة التي لا قيام لها إلا بالكلمة المكتوبة سواء كانت نقشاً على حجر ، كما كان الحال في المجتمع المصري القديم أو خطأ على ورق البردي أو أية مادة أخرى أو كلمة مطبوعة أو كلمة إلكترونية.

يعالج الكتاب في فصله الأول الاتجاهات العالمية والمعايير الخاصة بالتنسيق بين مؤسسات ثقافية أساسية في المجتمع هى المكتبات العامة ودور الوثائق والمتاحف ، ويستشهد فيه بنماذج من مختلف دول العالم منها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا وإسبانيا ودول الباسفيك ، أما الفصل الثاني فيعرض للعلاقة العضوية الوثيقة التي أشرنا إليها الآن بين المكتبة العامة ومكتبة وأدب الأطفال ، وفي هذا الفصل نرى مدى الحرص الشديد من دول مثل الولايات المتحدة والسويد وسويسرا أو اليابان على تكثيف الاهتمام بالمكتبات العامة وعلى دورها في تشجيع القراءة الحرة في مختلف المراحل العمرية ؛خاصة في سن ما قبل المدرسة وسنري ذلك جلياً عند عرضنا للفصل الخاص بكتب الصور للأطفال ، مع تدعيم ذلك بإنشاء مراكز بحوث وتوثيق أدب الأطفال والناشئة ، ومن هنا ننطلق في الفصل الثالث إلى ذلك التعاون الدولي الرائع في مجال أدب والمكتبات الأطفال ممثلاً في عدة مشروعات منها المكتبات الشريكة من أجل المطالعة عند الأطفال والشباب والمكتبة الرقمية الدولية للأطفال وغيرها . أما الفصل الرابع فيعمد إلى رصد الملامح الأساسية في أدب الأطفال في العالم ، ممثلاً في العلاقة بين الإنسان والحيوان عند الكاتب الروسي أنطوان تشيكوف والكاتب المصري يعقوب الشاروني، ونأتي إلى الفصل الخامس والأخير الذي لا يخرج عن الخط الأساسي لموضوع الكتاب ، وهو المكتبات العامة ومكتبات الأطفال إذ يتناول المشروع العالمي الذي أعدته الإفلا والخاص بالعالم ، من خلال كتب الصور للأطفال ، ذلك المشروع الذي يهدف إلى ترسيخ دعائم السلام العالمي ، من خلال زرع بذرة قبول الآخر وتقبل اختلافه منذ الطفولة المبكرة وقبل أن يتعلم الأطفال اللغة الأبجدية .